السبت، 4 سبتمبر 2010

الرشوة وأثرها فى حياة الفرد والمجتمع

اصبحت الرشوة من الاسباب الرئيسية لفساد اى مجتمع ان الرشوة وباء يجتاح مجتمعاتنا ويحد حياتنا بالانحراف الاخلاقى
ولقد حرم الدين الاسلامى الرشوة لانها من احد اسباب الفساد والظلم وقد لعن بسبب الرشوة ثلاث فال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لعن الله الراشى والمرتشى والرائش )
والراشى هو من يعطى المال ان ياخد حق ليس حقه وهو ان يحق الباطل ويبطل الحق من اجل المنفعة الشخصية
واما المرتشى فهو اخذ الرشوة والذى يستعمل منصبه او موقع عمله فى الظلم وعدم احقاق الحق بين الناس
واما الرائش فهو الوسيط بين الراشى والمرتشى
وانتشرت الرشوة فى وقتنا الحالى بشكل رهيب فى المجتمعات الاسلامية لا تكاد تخلو شركة او مؤسسة او اى مصلحة حكومية من طالبى الرشوة فإذا اردت ان تنهى اى مصلحة لك فعليك بالدفع اولا وإلا
تجد الرشوة فى العديد من مجالات الحياة اليومية فى المصالح الحكومية وفى الجامعات والمدارس وفى المطارات والموانئ وحتى المستشفيات لم تسلم من الرشوة ولكن المصيبة ان تجد الرشوة فى الحج والعمرة فهذا موجود فإذا اردت ان تحج ولم تجد للك مكان ادفع ويتم توفير مكان لك
فى البداية يطلب الراشى الرشوة لانه فى حاجة الى المال ولكنه بعد ذلك يستحب هذا الطريق السهل الذى يستطيع عن طريقه جمع المال بكل سهولة اصبح الكثير من الناس يستغل منصبه فى جمع المال عن اى طريق ولو حتى كان عن طريق ظلم الناس ونسى انه ياكل هو اهله من حرام
ولقد حرم الله الرشوة فقال تعالى ( ولا تاكلوا بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتاكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون ) وقيل اى لا تدلوا باموالكم الى الحكام ولا ترشوهم ليقطعوا لكم حقا لغيركم وانتم تعلمون انه لا يحل لكم
وقال تعالى ( سماعون للكذب اكالون للسحت فإن حاءوك فاحكم بينهم او اعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت بينهم فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين ) وقال ابن مسعود ان السحت هو الرشوة وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه رشوة الحاكم من السحت
والكثير لا يفرق بين الرشوة والهدية ومن اجل تجميل الرشوة يطلقون عليها هدية
وكن هناك فرق شاسع بينهما لان الرشوة يدفعها الانسان وهو غير راض عنها ولا متامح مع المرتشى وهى مبنية على ابطال الحق واحقاق الباطل
اما الهدية فإن الانسان يقدمها عن طيب خاطر بإرادته غير مجبر على ذلك والهدية هى عنوان المحبة بين الناس وتهدى لشخص نحبه وتكون بعيدة كل البعد عن المصالح الشخصية وظلم الغير
وللرشوة اضرار كثيرة فى حياة الفرد والمجتمع فعندما يتقدم فرد من افراد المجتمع لانهاء اى مصلحة كعمل مشروع ما او انهاء افراج جمركى ان اى بضائع مستوردة من الخارج فإنه هنا يريد المتعة الشخصية فقط ولا يريد المنفعة العامة فيضع بذلك حق الفرد وحق الدولة وبدلا من ان تدخل الموارد للدولة وتخدم المجتمع بالكامل فإنها تدخل الى الموظف المسؤل وتضيع بذلك على الدولة الكثير من المرارد المالية التى عن طريقها يمكن للدولة ان توفر الخدمات الاساسية التى تخدم المجتمع اجمع كتوفير مياه الشرب والكهرباء ورصف الطرق وبناء المستشفات والعديد من المرافق الهامة والحيوية التى تخدم المجتمع
ومن الاثار السيئة المترتبة على الرشوة انها من الممكن ان تقضى على حياة الانسان كبناء مبانى سكنية مخالفة لقواعد السلامة وقد تنهار هذه المبانى وتقضى على ارواح الناس او استيراد اغذية من الخارج غير صالحة للاستخدام الادمى وتؤدى الى موت الكثير من الناس
اصبح هذا الوباء الخطير الذى يهدد حياة الفرد والمجتمع يزداد وينتشر يوم بعد يوم واصبح جزء لا يتجزء من حياتنا اليومية حتى فى بعض الاحيان وهو عندما يبحث الانسان عن عمل وهو من ابسط حقوقه لا يتم ذلك الا من خلال الرشوة ولا يحصل غيرك على هذا العمل إذا اصبح كل شئ يسير عن طريق الرشوة والمحسوبية
اصبح حتى الكلام بفلوس ولو سكت كمان ح تدفع فلوس يعنى ح تدفع ح تدفع رضيت أم أبيت ح تدفع غصب عنك ح تدفع ( إدفع بالتى هى احسن ) بس معناها عند المرتشين ادفع احسن لك احسن نخرب بيتك ونوديك فى ستين داهية ادفع احسن ما تدخل النار
وعلى راى الشاعر
إذا أردت ان تنجز فعليك بالوينجز ( والوينجز معناها الفلوس فى قاموس اللغة عند المرتشين )
منقول :http://as7ab.maktoob.com/group/viewForum37991.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق