الأربعاء، 12 يونيو 2013

الطاقات الكامنة..طاقات معطلّة

 ... بقلم : احمد مختار الحاج احمد
   


طلب احد الاساتذة من تلاميذه بعد ان عرض عليهم حادث سقوط التفاحة الشهير الذي نتج عنه قانون الجاذبية المعروف للعالم اسحق نيتون،طلب منهم ان يصفوا له هذه الظاهرة دون ان يخبرهم بقصتها...

فكانت الاجابة الاولى انه اذا اسقطنا تفاحتين بنقس الوقت فهل سيقعان بنقس السرعة ! !واخرى كانت لو كانت التفاحة اكبر فهل ستستغرق نفس الزمن..!! اضافة الى بعض الاجابات الاخرى الرائعة، ولكن الغريب هنا انهم لم يفكروا كما فكر نيوتن انه لماذا لم تصعد تلك التفاحة الى الاعلى..



الان اطلب منكم ان تتخيلوا نوع الاجابات السابقة لو ان الاستاذ طرح عليهم قصة التفاحة وقانون الجاذبية دون اتاحة الفرصة للتفكير بمعزل عما تم الوصول اليه...

من الواضح ان نوعية الإجابات ستكون مختلفة كثيرا...هذا اذا تم التفكير اصلا بافكار اخرى...

ايها السادة الكرام..

عندما تقوم جهة ما بالقيام بدراسة عن معدلات البطالة تاخذ بعين الاعتبار الطلبات المقدمة من قبل الراغبين بالعمل وكم منهم استطاع الحصول على عمل بنهاية المطاف...

طبعا اول ما يتراود للذهن هنا السؤال التالي: ولكن ماذا عن الأشخاص العاطلين عن العمل ولم يتقدموا بطلب توظيف !؟؟

الحقيقة انهم خارج اللعبة...واترك هذه الفكرة لمقالة اخرى ..

ولكن ما اود الحديث عنه الان هو الاشخاص الذين حظيوا بفرصة عمل واصبحوا في عداد العاملين ولكن للاسف ليس في المكان الذي يطمحون اليه... او بتعبير ادق ، انهم في مكان يؤدون فيه عملا نمطيا بشكل يومي وعلى اتم وجه ولكن مرورا بالمراحل التالية..

المرحلة الاولى  حيث تكون المنفعة الحدية للموظف عالية في البداية فهو في مكان جديد وكل مايتعلمه يحدث اضافة لمعلوماته ومهاراته ويشعر هنا بسعادة مابعدها سعادة..ولكن-المرحلة الثانية- بعد فترة "مرتبطة بكفائة وخلفية الموظف" يتحول هذا الموظف الى شخص لايختلف كثيرا عن مدخل بيانات لايحتاج حتى الى التفكير فيما يقوم اوحتى الى القيام بادنى جهد لمعالجة المعلومة التي يتعامل معها...فهذا هو البرنامج اليومي ..والأسبوعي ..والشهري...واخشى ان اقول الابدي...وحتى المشاكل نمطية مكررة لاتستدعي منه ايقاظ ما يملكه من قدرات لمعالجتها ..وهنا أريد ان أعقب على فكرة ان بعض الشركات ممثلة بمدرائها تعتقد انها وصلت الى صيغة بتسيير امور العمل ليس بعدها صيغة وكأنها كتاب مقدس لايقبل التعديل او التغيير او حتى التفكير بذلك مجرد تفكير..يعني "فرعونية التفكير" اذا صح التعبير-كما ورد في القران الكريم- عندما قال لقومه (لااريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد)  ...وهنا يبدؤوا بوضع هذا المسكين  في اطار من الروتين ..وسقف الراتب الذي لايتحمل ان يزيد لان عمله لم يتغير ..طبعا بقيت الارض التي يمكنه ان يطمر راسه فيها او ان يحفر لنفسه ممرا من" تحت الارض" يحاول فيه مواجهة هذه المشكلة...

اما المرحلة الاخيرة فيبدا فيها هذا الشخص بالبحث عن عمل اخر لانه اكتشف ان هذا العمل وضمن تلك المعطيات ليس مايصبو اليه...

طبعا هنا رب قائل يقول "يا اخي شوبدك احسن من هيك" يعني الامور كلها جيدة والعمل مستمر بشكل جيد ولا يوجد مشاكل تعيق مسيرة العمل...

طبعا اخي الكريم هذا الكلام جميل اذا كنت تنظر الى هذا "الكائن"- واسف على اختيار هذا التعبير –مجرد "شي" يؤدي مارتبّنا عليه من واجبات وبنهاية دوامه يذهب الى بيته..واخر الشهر يقبض راتبه ... وكفى الله المؤمنين شر القتال...

ولكن ما اود قوله ايها السادة الكرام...انه بداخل كل منا –او على الاقل اغلبنا- منظومة دقيقة تتالف من المعرفة العلمية والخبرة العملية والمهارات الفردية كلها تمتزج مع بعضها البعض لتشكل طاقة خلاقة ..ايجابية تسعى لتحقيق الأفضل عبر التغيير والتجديد البناء لدفع اي عمل او مهنة نقوم به نحو الامام  ولكنها تواجه بتيار كبير بالجهة المقابلة.. بموجة عارمة تتصدى لها  من الروتين وكبت القدرات اضافة الى العقد النفسية التي يحاول المسؤولون بالعمل تفريغها بمن هم دونهم-وظيفيا طبعا-فتكون النتيجة الحتمية هنا ان يتحول الموظفون الى مجرد الة تقدم المطلوب منها يوميا ..ونعطيها بعض الراحة-طبعا لتنتج اكثر وليس لاي هدف اخر- واذا تعطلت نقوم باصلاحها ...يعني والحمد لله ماشية الامور ....

اااااااااه ..اه

وفي نهاية المطاف وعذرا للاطالة..اود القول انه من جانب اخر هناك العديد من الشركات التي تقدر العاملين لديها وتعتبرهم رأسمالها الحقيقي حقا وتسعى بكل امكانيّاتها ان تؤمن لهم الجو المثالي لتحقيق ذاتهم وتحفيزهم والنهوض بهم ليصب هذا كله في مصلحة الشركة في نهاية المطاف...

واما الذين هم ليسوا كذلك..اقول:

كل ماأتمناه انه بدل محاربة تلك الطاقات الكبيرة والخلاّقة لماذا لا نحاول الاستفادة منها وتوجيهها بالاتجاه المناسب بدل ان تتحول الى ضغوطات وبالتالي الى مشاكل نفسية وكلنا يعلم ماتنتجه تللك الضغوطات...وانعكاساتها على الفرد والاسرة والمجتمع...

او وضع سياسة واضحة لنمو وتطور الموظف في شركته او مكان عمله تعتمد على التحفيزالمستمر والعمل المميز و المنافسة الشريفة و الخلاقة بين الموظفين للوصول الى منصب افضل يرتقي به بنفسه وبمكان عمله معا...

لماذا لايكون هذا المنطق هو السائد لدى الشركات والمؤسسات ..التركيز على القوة البشرية ..التي هي اهم دعائم النجاح في اي عمل او مشروع لا بل وكل شيءفي هذه الحياة...

اتمنى ان اكون قد استطعت ان اوصل لكم ما في داخلي ...فهناك اطنان من التفاح يسقط كل يوم ولكن ...

هناك تعليق واحد:

  1. I know this site offers quality dependent articles or reviews and additional stuff, is there any
    other website which provides such data in quality?


    Here is my site Appliance repair Wesley Chapel

    ردحذف