السبت، 18 أغسطس 2012

الليبيين كلهم يبوا يكونوا مدراء



الليبيين كلهم يبوا يكونوا مدراء

ذات مرة كان هناك سباق تجديف بين فريقين
ليبي وياباني
كل قارب يحمل علي متنه تسعة اشخاص
وفي نهاية السباق وجدوا ان الفريق الياباني انتصر بفارق رهيب جدا على الفريق الليبي
وبتحليل النتيجة وجدوا ان:
الفريق الياباني يتكون من 1 مدير و8 مجدفين
والفريق الليبي يتكون من 8مديرين و1 مجدف
حاول الفريق الليبي تعديل الفريق ليتكون من مدير واحد مثل الفريق الياباني
وتمت اعادة السباق مرة اخرى
وفي نهاية السباق وجدوا ان الفريق الياباني انتصر بفارق رهيب جدا كما في المرة السابقة
وبتحليل النتيجة وجدوا ان :
الفريق الياباني يتكون من 1مدير و8 مجدفين
اما الفريق الليبي فيتكون من:
1مدير عام و3 مديري ادارات و4 مدراء اقسام و1 مجدف
فقرر الفريق الليبي محاسبة المخطئ فتم فصل المجدف


ان من طبائع الانسان المجبول عليها هو أنه يرى في نفسه الفضل والجدارة والتميز والأحقية بالنسبة الى رفاقه وأقرانه , وهذه الطبيعة التي جبل عليها الانسان هي التي تدفعه الى مواصلة التذمر والصراخ والأحتجاج والرغبة في الوصول الى ما لا حق له به .
ونرى هذا جليا في الانسان الليبي , فتراه دائم التذمر والتشكي , يرى نفسه أكثر عطاءا من غيره أو أعلى همة وأصلح تفكيرا من أقرانه , فتراه دائما يطالب بجزاءه الاوفى .
والأنسان في المجتمع الليبي يرى دائماً أن مجتمعه لا يقدره على خدمته وعمله تقديرا مرضيا , فتجده كثير الصراخ والشكوى الذي لا يغني ولا يفيد فشتان بين التوكل والاتكال .
وليس من المعقول ايضا أن يتم ارضاء جميع الناس , فلا يمكن لأحد أن يجعلهم كلهم مدراء , فهناك مدير واحد والبقية عمال .
وهذه من علات المجتمع الليبي , فقد يكون المدير وأحد عماله أو بعضهم قد نشأوا في محيط واحد وتخرجوا من نفس المدرسة , فليس من الهين على هذا الفرد أن يكون مرؤوسا من زميله , فتراه يقول للناس سرا وعلانية , لماذا تم تفضيله علينا ونحن مثله أو أفضل منه ؟ , وتراهم يجمعون الادلة والبراهين على أنهم أفضل من هذا المدير .
ويرى الباحثين أن هذه الطبيعة البشرية ستتبدل عند تغير الظروف الاقتصادية المحيطة بالناس , ونحن لا نستطيع أن نعلق على هذا القول بشئ , لأننا لا نعلم الى أي مدى يمكن أن تتغير طبيعة الانسان بتبديل ظرووفه الأقتصادية . ولا نملك هنا الا أن نرفع أيدينا الى السماء لندعو الله حتى يمكن البشر من تحقيق رؤية الباحثين هذه .
فالإنسان الليبي يعيش في محيط أجتماعي معين , لا يرى الحقيقة الا كما يصورها له هذا المحيط .
ويقول قائل أن ثقافة الشخص لها دور كبير هنا , فالثقافة الصحيحة قادرة على أن تفتح عين الأنسان ليقدر نفسه حق قدرها فلا يغالي بها ولا يباهي بمحاسنها الموهومة , ونحن نقول أنه مما لا شك فيه من أن الثقافة الصحيحة قد تنفع من هذه الناحية , ولكن مع ذلك يبقى لدينا سؤال : ما هي حدود الثقافة الصحيحة ؟ .
فكثير من الناس في مجتمعنا وكما يعلم الجميع , يدعون بأنهم هم المثقفون وحدهم من بين الناس .
وكل فرد في مجتمعنا يرى أن ثقافته هي الصحيحة وأن قيمتها الأجتماعية والأخلاقية والأنسانية هي المعيار الثابت الذي يميز الحق عن الباطل .
وما بين صراخ الانسان وشكواه وتذمره في مجتمعنا الليبي , تراه اذا نال منفعة من شخص ما , أرتفعت قيمة ذلك الشخص عنده وأصبح من العادلين الصالحين , كثر الله من أمثالهم , فتراه مدافعا عن فلان بكل ما اوتي من طلاقة اللسان وجزالة المنطق .
أما اذا أصابه ضرر من هذا الشخص العادل الصالح , تحول هذا الشخص بقدرة قادر الى العن خلق الله .
والانسان كما نعلم مجبول على أن ينسى مساوئه ويتذكر محاسنه تذكراً لا يخلو من مبالغة , فترى الانسان الليبي اذا أسدى جميلا الى شخص ما , تراه يتعمد تذكيره شاء أم أبى , على العكس مما يجب أن يفعل , وكما يقول أبن المقفع : "اذا أنت أسديت جميلاً الى أنسان فحذار أن تذكره , وأن أسدى اليك جميلا فحذار أن تنساه ".
وترى الفرد الليبي  مهتما بأن لا ينقطع ذكره في المجالس ويحب أن يذكره القاصي والداني , والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ترى الفرد في المجتمع الليبي ينهب المال لكي يقيم به الولائم والحفلات أو يبني القصور التي تزيد عن حاجته عشرات المرات ليحضى بتقدير وأحترام المجتمع , فتراه يحاول أن يكون نهابا وهابا بدلاً من أن يكون منتجاً أو مبدعاً .
وعلى كل حال فأننا لا نستطيع أن نبني مجتمعا يكون الناس فيه كالنحل , يعملون حبا بالعمل , ولن يتم ذلك الا أذا تغيرت الطبيعة البشرية تغيراً جذرياً , فهل ذلك ممكن ؟ علم ذلك عند الله والراسخين في العلم .
فدعونا نتفائل ونأمل بأن تنته هذه الخصال السيئة من المجتمع الليبي , وكما يقال : "المتفائل يجعل الصعاب فرصا تُغتنم


           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق